المكلا تايمز|صحيفة إماراتية :«الحراك الجنوبي » يسيطر على عدن والمكلا وهادي يفشل في التهدئة

المكلا تايمز الثلاثاء فبراير 26, 2013 7:21 am

المكلا تايمز-متابعات"
فشل الرئيس اليمني عبدربّه منصور هادي في تهدئة الأوضاع في مدن الجنوب اليمني رغم جولته التفقدية إلى عدن، معتبراً أن الحوار هو السبيل لحل كافة القضايا والملفات العالقة، في حين تمكن أنصار الحراك الجنوبي ومسلحوه من فرض سيطرتهم على مدينة عدن والمكلا عاصمة محافظة حضرموت وسيئون عاصمة وادي حضرموت والحوطة عاصمة محافظة لحج لليوم الثالث على التوالي، ما دفع الحزب الاشتراكي اليمني إلى النأي بنفسه عما يجري بإدانة الأحداث الدموية التي تشهدها عدن وبعض مناطق الجنوب منذ الأربعاء الماضي، معتبراً ما حدث تكراراً لمشهد النظام السابق في مواجهة قضايا الناس بالقمع باسم الوحدة، محذراً من «خطط شيطانية» لاقتتال أهلي.

وكرر الرئيس اليمني أمس في اليوم الثالث من زيارته غير المسبوقة إلى عدن نداء ملحا للجنوبيين من أجل المشاركة في الحوار الوطني كسبيل وحيد لحل ملفات البلاد العالقة، وشن هجوماً على نائب الرئيس السابق علي سالم البيض الذي يقود التيار الرافض للوحدة والحوار.

وقال هادي أمام قيادات محلية وأمنية في محافظات عدن ولحج وابين «إننا على بعد واحد وعشرين يوماً من انطلاق الحوار الوطني الشامل الذي سيرسم معالم المستقبل الجديد.. ولهذا فإن الحوار والحوار وحده هو السبيل الوحيد لحل كافة القضايا والملفات العالقة بكل صورها وأشكالها»، مضيفاً التأكيد على أن «هناك أصحاب مصالح ضيقة لا تريد الحوار سواء هنا من الداخل أو في بيروت أو غيرها، وهناك من جنّد قنوات وصحف إعلامية من اجل التعبئة الخاطئة وزعزعة الأمن داخل الوطن».

ويشير هادي بذلك خصوصاً الى نائب الرئيس السابق علي سالم البيض الذي يتزعم التيار المتشدد في الحراك الجنوبي والمقيم في المنفى في بيروت وتتهمه صنعاء بتلقي الدعم من ايران وتشجيع استخدام العنف.

من جانب آخر ذكر سكان في مدينة عدن أن المحلات التجارية استمرت في إغلاق أبوابها كما تعطلت الدراسة في المدارس والجامعة وخلت الدوائر الحكومية من الموظفين بعد قيام نشطاء من الحرك الجنوبي بإغلاق الشوارع بالحجارة وبالإطارات المشتعلة، رغم إقرار اللجنة الأمنية في المحافظة خطة أمنية لاستعادة الحياة إلى طبيعتها ووجود الرئيس هادي فيها للإشراف على تهدئة الأوضاع هناك وفي مختلف مدن الجنوب.

إصابات

وقالت مصادر في الحراك الجنوبي إن أربعة من نشطاء الحراك أصيبوا برصاص قوات الأمن التي كانت تعمل على إعادة فتح الشوارع في مديرية المعلا، التي قام هؤلاء بإغلاقها، وأن قوات الأمن المسنودة بالعربات المدرعة اقتحمت الشارع الرئيسي في مديرية المعلا وأطلقت النار في محاولة لإعادة فتحه.

وفي مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت والمدن المجاورة استمرت سيطرة أنصار الحراك الجنوبي على شوارعها، حيث أغلقت الشوارع والمدارس والمحلات التجارية لليوم الثالث على التوالي، ولم تتمكن معه قوات الأمن من فتح الطرقات أو حماية المحلات التجارية التي يمتلكها منحدرون من المحافظات الشمالية، والتي تعرضت لهجمات نشطاء الحراك، فيما شهدت المحافظة نزوحاً جماعياً للعائلات والتجار الشماليين المتواجدين فيها منذ أكثر من عشر سنوات. وانطلقت تظاهرة تنادي بانفصال الجنوب ما أدى إلى تصدي قوات الأمن لها وجرح خمسة متظاهرين بجروح مختلفة.

شلل تام

وقال شهود عيان لـ «البيان»: إن «كافة مناطق مدينة المكلا شهدت منذ الصباح شللاً تاماً، حيث أغلقت المحال التجارية والمؤسسات الحكومية مع استمرار أنصار الحراك في قطع طرقات عامة وإضرام النيران في الإطارات ومهاجمة المحلات التي يمتلكها المنحدرون من شمال البلاد بعد يوم من وضع خطة امنية لاستعادة السيطرة على المحافظة لكنها فشلت في تحقيق ذلك».

إلى ذلك، وزع ناشطون من عناصر الحراك صوراً لنزوح جماعي لعائلات شمالية كانت تقيم في مدن حضرموت منذ ما يزيد على عقدين من الزمن، حيث أظهرت الصور هذه العائلات وهي تحمل أمتعتها على متن سيارات نقل، كما أظهرت البعض الآخر وهم يقومون بنقل بضائعها باتجاه الشمال، هرباً من هجمات نشطاء الحراك الجنوبي الذين يصفون هؤلاء بأنهم أعوان لقوات ما يسمونه «الاحتلال الشمالي».

منشورات تحذيرية

وقال نازحون شماليون: إن عناصر الحراك وزعت منشورات تحذيرية في مدينتي الشحر وغيل باوزير تطلب من أبناء المحافظات الشمالية الخروج من المدينتين هم وأهليهم سالمين والا تعرضوا لما لا يحمد عقباه.

الى ذلك جدد الوزير السابق وعضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني صالح باصرة استمراره وزملائه الجنوبيين في مقاطعة اجتماعات اللجنة احتجاجاً على أعمال العنف التي شهدتها مدينة عدن ومدن جنوبية اخرى واتهم حزب الاصلاح بإشعال الفتنة.

ونقل عن باصرة، وهو شقيق القيادي البارز في تجمع الإصلاح بمحافظة حضرموت القول: «الإصلاح أشعل فتنة في الجنوب من خلال إصراره على الاحتفال في ساحة العروض والإفراط في استخدام القوة أمام محتجين سلميين»، مؤكداً أن أعضاء فنية الحوار من أبناء الجنوب يواصلون تجميد عضويتهم حتى يلتقوا برئيس الجمهورية.

مخطط شيطاني

من جهته، أدان الحزب الاشتراكي اليمني الأحداث الدموية التي تشهدها مدينة عدن وبعض مناطق الجنوب منذ الأربعاء الماضي، معتبراً ما حدث تكراراً لمشهد النظام السابق في مواجهة قضايا الناس بالقمع باسم الوحدة.

وذكر بيان صدر عن الأمانة العامة للحزب الاشتراكي، الشريك في حكومة الوفاق وحليف تجمع الإصلاح، أن «الأحداث الأخيرة وما رافقها من خطاب سياسي تحريضي ودعوات مشبوهة للحسم بالقوة أثبتت أن هناك من يدير خططاً شيطانية لاقتتال أهلي واسع في الجنوب يكون ضحيته الجنوب وقضيته العادلة».

وأردف: «لقد شهدنا إخفاقات النظام السابق في تقديم مشروع سياسي وطني وحدوي حقيقي، مستبدلاً ذلك بالقمع والفساد والعنف في كل مرة كان يطالب فيها الشعب في الجنوب بإصلاح الوضع ومعالجة قضايا الناس، وظل النظام يتخفى وراء الوحدة ويرفعها إلى الصدارة في المواجهة مع غضب الجماهير لتصبح هي الضحية، كان يخفي فشله وعجزه عن مواجهة الحقائق بمظلة الوحدة ويقمع ويطارد الشعب في الجنوب باسمها أيضاً».

اقتراح

اقترح الحزب الاشتراكي اليمني على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة إقالة القيادات الإدارية والأمنية والعسكرية المسؤولة عن الأحداث التي جرت بعدن وغيرها من محافظات الجنوب، وإجراء تحقيق شفاف من قبل لجنة محايدة ومستقلة بشأن ما جرى وإعلانه على الشعب وتحويل من تسببوا في هذه الجرائم الى القضاء، وإعلان موقف وطني شامل من العنف وأطرافه والمتسببين فيه والداعين إليه، واتخاذ إجراءات حاسمة بشأن معالجة المظالم في الجنوب وذلك من خلال التعامل الجاد مع النقاط العشرين التي تقدمت بها لجنة الحوار الوطني.