مآسي الغربة ( الجزء الثالث )..بقلم/علي سالمين العوبثاني
:: آراء وكتاب
صفحة 1 من اصل 1
مآسي الغربة ( الجزء الثالث )..بقلم/علي سالمين العوبثاني
المكلا تايمز-مآسي الغربة ( الجزء الثالث )..
بقلم/علي سالمين العوبثاني
وصف الكاتب والقاص السعودي الأستاذ محمد بن ربيع الغامدي نظام الكفالة بأنه نظام عتيق وينبغي وضع بدائل له .. حيث قال :
"ان الكفالة نظام عتيق يجب البحث عن نظام بديل له يجعل العلاقة النظامية قائمة بين القادمين للعمل وبين الدولة مباشرة نأيا بالمواطن عن ملابسات علاقة الكفالة وتداعياتها البائسة بين الطرفين ، مع ضرورة تفهم العلاقة بين الحضارم وبين الديار السعودية فهي علاقة مختلفة جداً، وتاريخية جداً ،ولا أستغرب لو بلغت حد الاندماج الكامل ."
وفي مقال كتبه الكاتب السعودي محمد البكري في صحيفة( اليوم ) السعودية .. قام فيه بتعداد الخصال والصفات الحميدة التي يتمتع بها الحضارمة واصفاً إياهم ببناة نهضة المملكة السعودية جنباً إلى جنب مع إخوانهم في المملكة ، واستغرب الكاتب ما يتعرض له الحضارمة من غبن وأذى في ما يخص نظام الكفالة ..
وقال الكاتب البكري ( بان نصف عائلاتهم يحملون الجنسية السعودية، أخذتهم الحياة ولم يخطر على بالهم أنهم سيصبحون من الوافدين مثلهم مثل من لتوّه قد وصل من شرق آسيا، لا يتكلم لغتنا ولا يعرف عاداتنا ولم يستنشق هواءنا. هم إخواننا أهل حضرموت الذين لم يسيئوا لنا ولا لوطننا، ولم نشعر أبدا إلا أنهم جزء منا. )
وتساءل الكاتب عن ذلك بقوله ( من المثير للعجب أن نسمع أن البعض ممن ولدوا وتربوا وتعلموا وكبروا وتزوجوا ورزقهم الله بالذرية الصالحة باتوا يبحثون عن كفيل لهم يضمن استمرار حياتهم التي لا يعرفون غيرها!!)
وبظني إن نظام الكفالة الفردي ودوره التقليدي قد خلق أوضاعاً صعبة للوافدين ولابد في هذه الحال أن تتكفل لجنة من وزارة العمل السعودية الإشراف على قضايا العمالة الوافدة لضمان حقوق الطرفين العامل وصاحب العمل وإنهاء تلك الكفالات الفردية غير المنضبطة بلوائح قانونية وإيجاد أجواء صحية تساهم في إراحة هذا المغترب من ابتزاز الكفلاء وتأمين الجانب الحقوقي له ..
والحكايات التي سأسردها هنا ليست من نسج الخيال أو من بنات أفكاري ، ولكنها حكايات واقعية حدثت ويتداولها الناس في أسمارهم ليتعظ من أراد العظة ..
نبدأ بقصة عامل أشترى تأشيرة عن طريق سمسار من شركة ما في المهجر يديرها أبن ذلك البلد بدءاً بإجراءات الفحص والأمور الروتينية الأخرى وانتهاء بسفره ووصوله إلى أرض الغربة حيث قام مكتب شئون الموظفين المستفيد من تلك العملية بمتابعة هذا العامل على أساس عمله في مجال الأعمال الحرة وأن الشركة لا تقيد حركته وتتيح له حرية العمل في أي مكان يشاء .
فذهب هذا العامل وعمل بعيداً عن الشركة فحدثت له قضية أُضطر خلالها الوصول إلى صاحب الشركة الفعلي ، وعندما دخل مكتبه عرض عليه قضيته ، فوجئ صاحب الشركة بأن هذا العامل ليس ضمن قوام شركته وأنه يعرف كل موظفيه فزاد استغرابه أكثر وأمر بإجراء تحقيق في ملابسات هذه القضية والكيفية التي تسربت بها تأشيرات شركته ، وقد كشف التحقيق الذي قاده المستشار القانوني
للشركة بأن مدير شئون الموظفين هو من قام بهذا الفعل حيث كان يستغل ثقة صاحب الشركة في تمرير تأشيرات إضافية ووضع الختم بعد ضمان التوقيع عليها ، وإن تلاعبه لا ينكشف بسبب إن الشركة تقوم بنقل الكفالة بعد مرور عامين من استخراج التأشيرة ومرت حالات كثيرة من هذا النوع ، ولولا هذه القضية لاستمر مدير شئون الموظفين وسماسرته في عمليات الغش هذه ، ورفع قانوني لشركة توصياته بإنهاء خدماتهم وترحيلهم ، وكذلك إلغاء كفالة المغترب المسكين الذي كان ضحية احتيال كبرى وقع فيها ، وترحيله هو الآخر .
سنواصل في الحلقة الرابعة الأخيرة بقية الحكايات أو بعبارة أدق المآسي .. انتظروني الأسبوع القادم أيها القراء الأعزاء .. لأن الحيز المتاح قد أستنفذ .
مواضيع مماثلة
» مآسي الغربة (الجزء الرابع الأخير)..بقلم/علي سالمين العوبثاني
» وثيقة شرف تحفظ حقوق المبدعين ..بقلم/علي سالمين العوبثاني
» المكلا تايمز|أراء وكتاب"مآسي الغربة
» مراسيم تنصيب المقدم سالم مبارك بن عبدالله بن فاجع العوبثاني
» ألم الجنوب ...بقلم/علي أحمد باعيسى
» وثيقة شرف تحفظ حقوق المبدعين ..بقلم/علي سالمين العوبثاني
» المكلا تايمز|أراء وكتاب"مآسي الغربة
» مراسيم تنصيب المقدم سالم مبارك بن عبدالله بن فاجع العوبثاني
» ألم الجنوب ...بقلم/علي أحمد باعيسى
:: آراء وكتاب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى